الفصول الأربع

ما من شيء في هذه الدنيا إلا و تعريفه الخاص لا أخصص
التعريف بالتلقيب ولا بإسم المسمى, إنما تعريف يفصل بين هذا
و ذاك و عليه فإن للفصول الأربعة تعريفاتها الخاصة ( مميزاتها الخاصة ) التي تميز كلا منها على حدى .

قال الربيع :
أنا الربيع الذي تزهر فيه الزهور
فتتفتح بألوانها البهية فتفرز العطــــــــــــــور
أنا الذي يسعد بي الطلابا ليلــهوا
لم احرمهم من اللعب عبر العصـــــــــــــــــور
فأنا خير الفصول النظم الأربـــع
فسبحان منظمها على مركزها تــــــــــــــــدور

فتدخل الصيف و هو في حالة غضب لا نظير لها مجيبا الربيع
بما يحمله من خير للفلاح أو للناس قائلا:
كفاك كفاك يا ربيع الزهـــــــــور
أنا الصيف الذي لم يبقي من أثرك إلا العطـور
أأتي الناس بحري لا بقــــــــــــر
فأحرق الزهور و تصبح تلفا منثــــــــــــــورا
فلا تحكم على نفسك قبل الوقـت
أنت لست وحدك على الأرض تـــــــــــــــدور
فأنا الصيف الذي يجني منـــــــي
الفلاح الحبوب النشائية و التمــــــــــــــــــور
الفلاح يزرع في الارض الحبوب
وأنا أغرز في الأطفال المودة و الســــــــرور
فتدخل الخريف معاتبا الصيف شامخ الرأس إلى العلا قائلا للصيف :
لا نور و لا ســــــــــــــــــــــــــــرور
دع عنك من الأقاويل المبحــــــــــــــــــــــــورا
أبحرت بكلامك بعيــــــــــــــــــــــــدا
و لم تشكر الله على ما أتاك من بهــــــــــــورا
لا تولي نفسك شطر الخيـــــــــــــــر
حتى تغر الناس فتتلف السطــــــــــــــــــــــورا
أتستدعي ما لا عنـــــــــــــــــــــــدك
وكأنه عندك على الأرض منثــــــــــــــــــــورا
أنا من يمدد الفـــــــــــــــــــــــــــلاح
بالخير و السناء فيجنى البحــــــــــــــــــــــورا

تدخل الربيع وهو يمدح و يصدق الخريف مؤيدا له على الكلام المقال للصيف من طرف الخريف قائلا :

صدقت يا صاحب السمــــــــــــــــو
إن الخضر و الفواكه تقرر في وقتك النمــــــو
جادا بقولك متابا بعملـــــــــــــــــــك
فالسنابل في فصلك رؤوسها إلى العلا تسمــو
و الخضار تخضر و تصفر و تنضج
فخيرك للفلاح يفيد وللأرض يعمـــــــــــــــــوا
لا أنــــــا و لا هـــــو ولا هـــــــــــي
تستطيع أن تقلع خيرك و تعدمــــــــــــــــــــوا
فتدخلت الشتاء و هي حزينة وغاضبة من الكلام الموجه إليها قائلة :
هب يا رياح الزمـــــــــــــــــــــان
لا تدعي للفصول من مكــــــــــــــــــــــان
أيتها العواصف الهوجاء هبـــــي
لكي تتناثر أوراق الأشجار و الكـــــــــــلا
فأنا الشتاء التي لا أتباهى بنفسي
أعلم علم اليقين عن رب السمـــــــــــــاء
إن قال لشيء كن فيكــــــــــــــون
ويقول للسماء أمطري فتبكي بكــــــــــاء
لا بكاء المرء إنما بكــــــــــــــــاء
ترعي و تسقي به الغنم ما تبقي من الكلا

بعد هذا الشجار وقفنا إلى نتيجة متكاملة الحروف فوجدنا أن الأرض لا تهوي فصلا وحدا فسبحان الله الخالق و المنظم لم يخلق شيئا للعبث , فلو أن للحياة فصل واحد لإنعدمــــــــت و أصبحت هباء منثورا , و أدعو الله أن تستقر الفصـــــــــــول وتحسن الأرض المنتوج و أن نجني من كل فصل خيراتـــــه المنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــرة.

.................................................................................